وأكمل أ. “مجدي” قائلاٍ : في اليوم الرابع للظهور. جاءت قوات شرطة قسم الساحل للكنيسة، وطلبوا منا أن نقوم بإخلاء الكنيسة وشوارعها من الجماهير الموجودة؛ وبالفعل إستطعنا أن نُخرج الشعب من الكنيسة بصعوبة شديدة، ولكن لم نستطيع أن نجعلهم يرحلوا من شوارع الكنيسة؛ فظلت التجمعات موجودة في الشوارع حتي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ومن شدة التزاحم بالشوارع المحيطة بالكنيسة تمكن الناس من الدخول إلي الكنيسة مرة أخري ولم نستطع أن نمنعهم من دخول الكنيسة لأخذ البركة.
وأوضح القس “مرقس ” أن رجال الأمن قد طلبوا مرة أخري من الخدام في هذه الليلة أن يتم إصراف الجموع من أمام الكنيسة، كما جاء أيضاً أمر من أبونا “مرقس غالي” وكيل عام البطريركية أنذاك؛ بصرف الجموع حفاظاً علي سلامة الشعب وأمنهم؛ فقام المتنيح القس “صموئيل يونان” كاهن الكنيسة بالتحدث في الميكروفون قائلاً : ” بإسم صاحب القداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث. كل واحد ينصرف إلي منزله . وإبن الطاعة تحل عليه البركة “؛ ومن أجل الطاعة بدأ بعض الناس بالإنصراف من المكان ، ولكن بعد لحظات قليلة وجدنا النور سطع من السماء وملأ الشارع بأكمله وكان رجال الأمن واقفين بجوار أبونا “صموئيل” فقال لهم “قولوا أنتم للعذراء متظهريش” .
وأشار القس” مرقس “. أنه في 9أبريل 1986 م. قد أصدر قداسة البابا شنودة الثالث قراراً بتشكيل لجنة باباوية لتقصى حقائق ظهور العذراء مريم، وضمت اللجنة كلاً من ” نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوى أسقف دمياط والبرارى والذي كان حينها سكرتيراً للمجمع المقدس ، نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب، ونيافة الأنبا بولا الأسقف العام فى ذلك الوقت وهو حالياً أسقف كرسى طنطا ، ونيافة الأنبا سرابيون أسقف الخدمات وهو حالياً أسقف إيباريشية جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، والقمص مرقس غالى وكيل عام البطريركية أنذاك، والكاتب الصحفى بجريدة ” وطني ” أ. مسعد صادق”. حيث قامت تلك اللجنة بدراسة تقارير الآباء الأساقفة والكهنة والرهبان وتقابلت مع عدد كبير من أبناء الشعب الذين شاهدوا الظهور، وإطلعت على ما كتبه شهود الرؤية من زوار الكنيسة فى وقت سابق وسجلته الكنيسة عما رأوه من ظواهر روحية غير طبيعية .
وإستطرد القس “مرقس” قائلاً: أنه فى 16 أبريل 1986م؛ أصدرت اللجنة بياناً جاء فيه: “أن الظواهر الروحية غير العادية بكنيسة القديسة دميانة بشبرا؛ وبعد بحثها مع قداسة البابا، وأعلن أن هذه الظهورات الروحية بركة لمصر وبركة للكنيسة وليست جديدة على عصرنا كما أنها تتمشى مع قول الرب فى سفر أشعياء النبى: “مبارك شعبى مصر” . واللجنة إذ تشيد بالمجهود الكبير الذى بذله رجال الأمن فى حفظ النظام بين الجماهير التى وصل عددها عشرات الألوف، فإنها تشكر جماهير الشعب على إستقبالها هذه الظواهر الروحية فى خشوع .
وأضاف أ. ” مجدي منير”: أنه في قداس عيد القيامة من العام التالي لبداية الظهورات الروحية بالكنيسة، وتحديداً عند قراءة مجمع القديسين؛ ظهرت السيدة العذراء مريم علي صورة السيد المسيح الموجودة علي حجاب الهيكل، وإمتلأت الكنيسة في ذلك الوقت بالتصفيق والزغاريد والهتافات وكان يوم روحي لا ينسي .
وذكر القس”مرقس” : أن الظهورات قد تكررت بشكل شبه يومي وإستمرت لأكثر من عام دون إنقطاع؛ وقد تجلت السيدة العذراء بمناظر روحية عجيبة، وكانت لتلك الظهورات الروحية بركات عديدة وملموسة في حياتنا الشخصية، كما كانت سبب في إحداث نهضة روحية للكنيسة وشعبها؛ ليس علي مستوي الكنيسة أو علي مستوي مصر؛ بل علي مستوي العالم كله.
وإختتم القس “مرقس” حديثه قائلاً: إن إيماننا المسيحي ليس مبني علي الظهورات والتجليات، ولكنة مبني علي ثقتنا في الله وفي قديسيه، وكل شخص منا له إرتباط شخصي بالسيدة العذراء، ونحن لا ننتظر ظهورات القديسين لكي يُستجاب لطلباتنا أثناء الظهور، بل يمكننا أن نطلب منهم طلباتنا في أي وقت؛ وسوف يُستجاب لنا حسب إرادة الله ومشيئته؛ فقد قامت السيدة العذراء بعمل العديد من المعجزات قبل وأثناء وبعد الظهور وحتي الأن؛ فهي تطلب من أجلنا أمام إبنها في كل حين.
فأتذكر أنه من حوالي عام ونصف كنت أصلي في قداس يوم الجمعة، وبعد إنتهاء القداس وأثناء توزيع لقمة البركة علي الشعب؛ جاءت سيدة ومعها طفل صغير؛ وكانت هذه السيدة غريبة وليست من شعب الكنيسة، وقالت لي ” إنني من بلدة بعيدة وإبني كان سيقوم بعملية خطيرة في معهد ناصر وكانت الأطباء تؤجل ميعاد العملية لخطورتها، وتم تحديد يوم العملية وفي تلك الليلة كنت موجودة عند سيدة من أحد أقاربي بالمطرية، وفي تلك الليلة رأت قريبتي في الحلم؛ أنها تحمل الطفل الصغير علي يديها؛ وجاءت السيدة العذراء إليها وقالت ” لها لا تخافي”؛ وتحدثت قريبتي إلي العذراء وقالت لها “إحنا فين ياعذراء؟؟” فأجابت العذراء عليها قائلة “إحنا موجودين في كنيسة الشهيدة دميانة في بابا دبلو”، وأثناء عمل الفحوصات التي تجري قبل العملية إكتشف الأطباء أنه شفي تماماً”، وذكرت السيدة أن قريبتها لم تكن تعرف كنيستنا من قبل، وغيرها العديد من المعجزات التي تقوم بها السيدة العذراء والقديسين والشهداء للجميع ودون تفرقة.