أخبار عاجلة : الأنبا انجيلوس يُدشن معمودية بعذراء بابا دبلو بشبرا الأنبا انجيلوس يرأس قداس عيد ظهور السيدة العذراء بكنيسة بابا دبلو الأنبا أنجيلوس يتفقد انشاءات كنيسة العذراء بمنطقة "بابا دبلو" في شبرا
اللاهوت المقارن

إبن الإنسان


2/19/2020 - موقع الكنيسه

إبن الإنسان

هل لقب "إبن الإنسان" ضد لاهوت المسيح؟

لماذا كان السيد المسيح يلقب نفسه بأبن الإنسان؟ هل في هذا عدم إعتراف منه بلا هوته؟و لماذا لم يقل إنه ابن الله؟

 

الرد:

السيد المسيح إستخدم لقب ابن الإنسان. ولكن كان يقول أيضاً إنه ابن الله...

قال هذا عن نفسه في حديثه مع المولود أعمي، فاَمن به وسجد له (يو 9: 35 – 38).

وكان يلقب نفسه أحياناً [ الابن ] بأسلوب يدل علي لاهوته كقوله " لكي يكرم الجميع الإبن، كما يكرمون الآب " (يو 5: 21 – 23).

وقوله أيضا " ليس أحد يعرف من هو الإبن إلا الآب. ولا من هو الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يعلن له " (لو 10: 22).

وقوله ايضاً عن نفسه " إن حرركم الابن فبالحقيقة أنتم أحرار " (يو 8: 36).

وقد قبل المسيح أن يدعي ابن الله، وجعل هذا أساساً للإيمان وطوب بطرس علي هذا الإعتراف.

قبل هذا الإعتراف من نثنائيل (يو 1: 49)، ومن مرثا (يو 11: 27)، ومن الذين رأوه " ماشياً علي الماء " (مت 14: 33). وطوب بطرس لما قال له " أنت هو المسيح ابن الله ". وقال " طوباك يا سمعان بن يونا. إن لحماً ودماً لم يعلن لك، لكن أبي الذي في السموات " (مت 16: 16، 17).

 

وفي الإنجيل شهادات كثيرة عن أن المسيح ابن الله.

إنجيل مرقس يبدأ بعبارة "بدء إنجيل يسوع المسيح إبن الله " (مر 1: 1). وكانت هذه هي بشارة الملاك للعذراء بقوله " فلذلك القدوس المولود منك يدعي إبن الله " (لو 1: 35). بل هذه كانت شهادة الآب وقت العماد (مت 3: 17)، وعلي جبل التجلي (مر 9: 7)، (2 بط 1: 17، 18). وقول الآب في قصة الكرامين الأردياء " أرسل إبني الحبيب " (لو 20: 13). وقوله أيضاً " من مصر دعوت إبني " (مت 2: 15). وكانت هذه هي كرازة بولس الرسول (أع 9: 20)، ويوحنا الرسول (1 يو 4: 15)، وباقي الرسل.

 

إذن لم يقتصر الأمر علي لقب ابن الإنسان.

بل إنه دعي ابن الله، والابن، والابن الوحيد. وقد شرحنا هذا بالتفصيل في السؤال عن الفرق بين بنوتنا لله،و بنوة المسيح لله. بقي أن نقول:

استخدم المسيح لقب ابن الإنسان في مناسبات تدل علي لاهوته.

 

1- فهو كابن الإنسان له سلطان أن يغفر الخطايا.

و هذا واضح من حديثه مع الكتبة في قصة شفائه للمفلوج، إذ قال لهم: ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً علي الأرض أن يغفر الخطايا، حينئذ قال للمفلوج قم إحمل سريرك وإذهب إلي بيتك (مت 9: 2 – 6).

2- وهو كابن الإنسان يوجد في السماء والأرض معاً.

كما قال لنيقوديموس " ليس أحد صعد إلي السماء، إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء " (يو 3: 13). فقد أوضح أنه موجود في السماء، نفس الوقت الذي يكلم فيه نيقوديموس علي الأرض. وهذا دليل علي لاهوته.

3- قال إن ابن الإنسان هو رب السبت.

فلما لامه الفريسيون علي أن تلاميذه قطفوا السنابل في يوم السبت لما جاعوا، قائلين له " هوذا تلاميذك يفعلون ما لا يحل فعله في السبوت " شرح لهم الأمر وقال ط فإن ابن الإنسان هو رب السبت أيضاً " (مت 12: 8). ورب السبت هو الله.

4- قال إن الملائكة يصعدون وينزلون علي ابن الإنسان.

لما تعجب نثنائيل من معرفة الرب للغيب في رؤيته تحت التينة وقال له " يا معلم أنت ابن الله " لم ينكر أنه ابن الله ن غنما قال له " سوف تري أعظم من هذا.. من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون علي ابن الإنسان " (يو 1: 48 – 51). إذن تعبير ابن الإنسان هنا، لا يعني مجرد بشر عادي، بل له الكرامة الإلهية.

5- وقال إن ابن الإنسان يجلس عن يمين القوة ويأتي علي سحاب السماء.

فلما حوكم وقال له رئيس الكهنة " استحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله؟ أجابه " أنت قلت. وأيضاً أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة واَتياً علي سحاب السماء " (مت 26: 63 – 65). وفهم رئيس الكهنة قوة الكلمة، فمزق ثيابه، وقال قد جدف. ما حاجتنا بع إلي شهود! ونفس الشهادة تقريباً صدرت عن القديس اسطفانوس إذ قال في وقت استشهاده " ها أنا أنظر السماء مفتوحة،و ابن الإنسان قائم عن يمين الله " (اع 7: 56).

6- وقال إنه كابن الإنسان سيدين العالم.

والمعروف أن الله هو " ديان الأرض كلها " (تك 18: 25). وقد قال السيد المسيح عن مجيئه الثاني " إن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه، مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله " (مت 16: 27). ونلاحظ هنا في قوله " مع ملائكته، نسب الملائكة إليه وهم ملائكة الله.

ونلاحظ في عبارة (مجد أبيه) معني لاهوتياً هو:

7- قال إنه هو ابن الله له مجد أبيه، فيما هو ابن الإنسان.

ابن الإنسان يأتي في مجد أبيه، اي في مجد الله أبيه. فهو إبن الإنسان، وهو إبن الله في نفس الوقت. وله مجد أبيه، نفس المجد.. ما أروع هذه العبارة تقال عنه كإبن الإنسان إذن هذا اللقب ليس إقلالاً للاهوته.

8- وقال إنه كابن الإنسان يدين العالم، يخاطب بعبارة (يا رب).

فقال: ومتي جاء ابن الإنسان في مجده، وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس علي كرسي مجده، ويجتمع أمامه جميع الشعوب.. فيقيم الخراف عن يمينه،و الجداء عن يساره. فيقول للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم..فيجيبه الأبرار قائلين: يا رب متي رأيناك جائعاً فأطعمناك.."(مت 25: 31 – 37). عبارة (يا رب) تدل علي لاهوته. وعبارة (أبي) تدل علي أنه ابن الله فيما هو ابن الإنسان. فيقول " إسهروا لأنككم لا تعلمون في اية ساعة يأتي ربكم " (مت 24: 42). فمن هو ربنا هذا؟ يقول " إسهروا إذن لأنكم لا تعلمون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان " (مت 25: 13). فيستخدم تعبير (ربكم) و(ابن الإنسان) بمعني واحد.

9- كابن الإنسان يدعو الملائكة ملائكته، والمختارين مختاريه، والملكوت ملكوته.

قال عن علامات نهاية الأزمنة " حينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء. ويبصرون ابن الإنسان اَتياً علي سحاب السماء بقوة ومجد كثير. فيرسل ملائكته ببوق عظم الصوت، فيجمعون مختاريه.." (مت 24: 29 – 31). ويقول أيضاً " هكذا يكون في إنقضاء هذا العالم: يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم، ويطرحونهم في أتون النار " (مت 13: 40 –41). وواضح طبعاً إن الملائكة ملائكة الله (يو 1: 51)،و الملكوت ملكوت الله (مر 9: 1)، والمختارين هم مختارو الله.

10- ويقول عن الإيمان به كابن الإنسان، نفس العبارات التي قالها عن الإيمان به كإبن الله الوحيد.

قال " وكما رفع موسي الحية في البرية، ينبغي أن يرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " (يو 3: 14 – 16). هل ابن الإنسان العادي، يجب أن يؤمن الناس به،لتكون لهم الحياة الأبدية. أم هنا ما يقال عن ابن الإنسان هو ما يقال عن ابن الله الوحيد.

11- نبوءة دانيال عنه كابن للإنسان تحمل معني لاهوته.

إذ قال عنه " وكنت أري رؤيا الليل، وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان. أتي وجاء إلي قديم الأيام فقربوه قدامه. فأعطي سلطاناً ومجداً وملكوتاً. لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول. وملكوته ما لن ينقرض " (دا 7: 13،14). من هذا الذي تتعبد له كل الشعوب، والذي له سلطان أبدي وملكوته أبدي، سوي الله نفسه..؟!

12 – قال في سفر الرؤيا إنه الألف والياء، الأول والآخر...

قال يوحنا الرائي " وفي وسط المنائر السبع شبه ابن الإنسان.. فوضع يده اليمني علي قائلاً لي: لا تخف أنا هو الأول والآخر، والحي وكنت ميتاً. وها أنا حي إلي أبد الآبدين اَمين " (رؤ 1: 13 – 18).و قال في اَخر الرؤيا " ها أنا اَتي سريعاً وأجرتي معي، لأجازي كل واحد كما يكون عمله. أنا الألف والياء. البداية والنهاية. الأول والآخر " (رؤ 22: 12، 13). وكل هذه من ألقاب الله نفسه (أش 48: 12، أش 44: 6).

 

مادامت كل هذه الآيات تدل علي لاهوته.. إذن لماذا كان يدعو نفسه ابن الإنسان، ويركز علي هذه الصفة؟

دعا نفسه ابن الإنسان لأنه سينوب عن الإنسان في الفداء.

إنه لهذا الغرض قد جاء، يخلص العالم بأن يحمل خطايا البشرية، وقد أوضح غرضه هذا بقوله " لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك " (مت 18: 11). حكم الموت صدر ضد الإنسان، فيجب أن يموت الإنسان. وقد جاء المسيح ليموت بصفته ابناً للإنسان، ابناً لهذا الإنسان بالذات المحكوم عليه بالموت.

 

لهذا نسب نفسه إلي الإنسان عموماً..

إنه ابن الإنسان، أو ابن البشر.و بهذه الصفة ينبغي أن يتألم ويصلب ويموت ليفدينا. ولهذا قال " ابن انسان سوف يسلم لأيدي الناس، فيقتلونه، وفي اليوم الثالث يقوم " (مت 17: 23، 24) (مت 26: 45).

وايضاً " ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيراً،و يرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة، ويقتل وبعد ثلاثة ايام يقوم " (مر 8: 31).

حقاً، إن رسالته كابن الإنسان كانت هي هذه.

ابن الإنسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك (مت 18: 11).

Tags:
Share:

Tags