أخبار عاجلة : الأنبا انجيلوس يُدشن معمودية بعذراء بابا دبلو بشبرا الأنبا انجيلوس يرأس قداس عيد ظهور السيدة العذراء بكنيسة بابا دبلو الأنبا أنجيلوس يتفقد انشاءات كنيسة العذراء بمنطقة "بابا دبلو" في شبرا
اللاهوت المقارن

الأساس اللاهوتى لطبيعة السيد المسيح

شرح الأساس اللاهوتى لتعليم الآباء عن طبيعة السيد المسيح


2/19/2020 - الأنبا بيشوى

شرح الأساس اللاهوتى لتعليم الآباء عن طبيعة السيد المسيح

الأنبا بيشوى

 

تعبيرات لاهوتية هامة:

أوسيا Ousia = جوهر = Essence

فيزيس Physis= طبيعة = Nature

هيبوستاسيس Hypostasis = أقنوم = Person

بروسوبون Prosopon = شخص = Person

تم حذف الكلمات المكتوبة بالغة اليونانى لعدم توافر الفنط على المنتدى

كلمة person الإنجليزية مأخوذه عن كلمة persona اللاتينية وتعنى أقنوم أو شخص. ولكننا نجد لكل من التعبيرين ما يخصه فى اللغة اليونانية.

 

كلمة هيبوستاسيس مكونة من مقطعين (هيبو) وتعنى تحت، و (ستاسيس) وتعنى قائم أو واقف وبهذا فإن كلمة (هيبوستاسيس) تعنى تحت القائم ولاهوتياً معناها ما يقوم عليه الجوهر أو ما يقوم فيه الجوهر أو طبيعة.

 

• حينما جاء أقنوم كلمة الله للتجسد؛ لم يضف شخصية أخرى على نفسه بل شخصن الطبيعة البشرية فى أقنومه الخاص.

(شخصن: معناها أنه أعطى شخصه للطبيعة البشرية بحيث لا يكون لها شخصها المستقل بل تتشخص فيه بنفس شخصه الخاص.)

• السيد المسيح لم يأخذ شخصاً بشرياً، ولكنه أخذ الطبيعة البشرية من العذراء التى ولدته.

• أقنوم الكلمة أخذ الطبيعة البشرية وصاغها فيه، وصارت خاصة به شخصياً.

• طبيعة واحدة من طبيعتين. ولهذا قال القديس كيرلس باستمرار "طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة" وباليونانية "

"ميافيزيس تو ثيئو لوغو سيساركومينى"

 

+ من أخطر الأخطاء التى علّم بها نسطور، رفْض مبدأ الاتحاد الأقنومى كنتيجة لرفض مبدأ الاتحاد الطبيعى لأن الاتحاد الأقنومى مقصود به الاتحاد بين الطبيعتين فى الحالة الخاصة بأقنوم الكلمة أى أن طبيعة الكلمة الإلهية اتحدت بطبيعته الإنسانية الكاملة المخصصة له فى أقنومه الخاص.

فنحن نؤمن أن أقنوم كلمة الله المولود من الآب قبل كل الدهور هو هو نفسه الذى تجسد ووُلد من العذراء فى ملء الزمان. ولهذا فإن كلمة الله له ميلادان:

 

الميلاد الأول: أزلى بحسب لاهوته من الآب.

الميلاد الثانى: زمنى بحسب الجسد من العذراء مريم.

 

الكلمة الأزلى هو نفسه اتخذ جسداً ووُلد من العذراء مريم، ولم يتخذ شخصاً من البشر بل اتخذ الجسد الحى بروح عاقلة الذى من العذراء مريم.

 

وقد أكد بولس الرسول ذلك بقو له "يسوع المسيح هو هو نفسه أمساً واليوم وإلى الأبد" (عب8: 13). أى أن ابن الله هو هو نفسه صار ابناً للإنسان، وابن الإنسان الذى هو يسوع المسيح ليس شخصاً آخر غير ابن الله الكلمة. لأن كلمة الله لم يتخذ شخصاً من البشر لكى يتحد به ولكنه أخذ طبيعة بشرية كاملة (جسداً وروحاً عاقلة) بفعل الروح القدس من العذراء مريم، وجعلها خاصة به. ولهذا فإن المولود من العذراء؛ هو هو نفسه المولود من الآب. والذى صُلب على الصليب؛ هو هو نفسه الذى ولد من الآب. والذى قام من الأموات وصعد إلى السماوات وجلس عن يمين أبيه؛ هو هو نفسه الذى وُلد من الآب قبل كل الدهور. وهو هو نفسه الذى سوف يأتى فى مجده أى فى مجد أبيه فى يوم الدينونة. فإنه ليس كما علّم نسطور أن الله الكلمة هو واحد، وابن الإنسان هو واحد آخر. كما أن ابن الله لم يكن فى إنسان ولم يختر إنساناً. ولكنه هو هو نفسه الإله المولود من الآب، الذى تجسد ووُلد من العذراء مريم والدة الإله. لأن يسوع المسيح هو هو نفسه ابن الله الحى الأزلى.

 

هذا هو صخرة الإيمان، وعلى هذه الصخرة بُنيت الكنيسة وبهذا نفهم أن شخص أقنوم الكلمة قد أعطى للطبيعة البشرية الخاصة به أن تجد شخصها فيه. ولذلك يصلى الكاهن وهو يبخر قائلا: (يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد بأقنوم واحد نسجد له ونمجده)..

 

الأقنوم الواحد ليسوع المسيح هو نتيجة اتحاد الطبيعتين فى شخص واحد. فهو طبيعة واحدة من طبيعتين تكونان أقنوماً واحداً لشخص يسوع المسيح ابن الله الكلمة الذى تجسد. وجدت الطبيعة البشرية شخصها فى شخص أقنوم الكلمة فما معنى وجدت شخصها فيه؟

 

لكى نفهم ذلك نلاحظ أن كل البشر مثلاً يشتركون فيما يسمى بالطبيعة البشرية، ولكن لكل شخص من البشر كيانه الخاص الذى يميزه عن باقى البشر، فالسيد المسيح أخذ الطبيعة البشرية وجعلها خاصة به وصار له كيانه الخاص الذى يميزه عن باقى البشر. بالرغم من أنه أخذ طبيعة مساوية لطبيعتنا ولكن بلا خطية. هذا الكيان الخاص الذى يميز بشرية المسيح عن باقى الناس لم يكن كياناً قائماً بذاته، فى انفصال واستقلال عن الله الكلمة: لأن هذا هو تعليم نسطور.. أما التعليم الأرثوذكسى فهو رفْض تقسيم المسيح إلى كيانين يستقل كل منهما عن الآخر. ولهذا نفهم أن الاتحاد الأقنومى هو أن نؤمن بأقنوم واحد لكلمة الله المتجسد كما علّم القديس كيرلس عامود الدين وقال:

 

"مياهيبوستاسيس تو ثيئو لوغو سيساركومينى"

ومعناها "أقنوم واحد متجسد لكلمة الله".

 

لا يوجد اتحاد أقنومى بين اللاهوت والناسوت فى الوجود كله إلا فى تجسد كلمة الله. أى أن حلول مواهب الروح القدس فى سر المسحة، لا يؤدى إلى اتحاد أقنومى بين الإنسان والروح القدس. (ولكن الاتحاد بين روح الإنسان وجسده هو اتحاد طبيعى وأقنومى).

 

• أما الوحدة بين أقانيم الثالوث فتسمى الوحدة فى الجوهر بين الأقانيم.

• بعبارة "الاتحاد الأقنومى" نعنى الأقنوم الواحد وهناك فرق بين التعبيرين.

 

فى التجسد نؤمن ونعلِّم بالأقنوم الواحد. وفى الثالوث نؤمن بجوهر إلهى واحد وليس بأقنوم واحد بل بثلاثة أقانيم لها نفس الجوهر الإلهى الواحد. وعبارة "هوموأوسيون تو باترى" (اليونانية) الموجودة فى قانون الإيمان النيقاوى القسطنطينى ترجمتها الدقيقة هى: "له نفس ذات جوهر الآب" أى أن أقنوم الابن حينما وُلد منذ الأزل أى قبل كل الدهور من الآب فإنه لم يولد بجوهر مختلف، بل أنه قد وُلد أزلياً بغير انفصال وبنفس الجوهر الذى للآب، وهذا يعنى وحدانية الجوهر الإلهى، ونفس الأمر ينطبق على الروح القدس ولكن بالانبثاق وليس بالولادة. وعبارة مولود غير مخلوق قيلت عن ولادة أقنوم الكلمة من أقنوم الآب منذ الأزل.

 

أما فيما يخص تجسده فإنه لم يخلق لنفسه جسداً من خارج العذراء مريم بل أخذ جسداً حقيقياً محْييَاً بروح عاقلة من الطبيعة المخلوقة التى للعذراء مريم. وكان هذا بفعل أقنوم الروح القدس الذى لم يخلق ناسوتاً من العدم أو من خارج الطبيعة البشرية، بل بقدرته الإلهية الخالقة هيأ جسداً محْيَياً بروح عاقلة ليتحد به أقنوم الكلمة من نفس الطبيعة البشرية التى للعذراء مريم وبلا خطية. وهذا الجسد قد وُجد بكيانه الخاص فى الاتحاد أى أنه لم يوجد خارج الاتحاد أولاً، ثم اتحد به أقنوم الكلمة. ولكن أقنوم الكلمة أخذ جسداً أى أنه اتخذ لنفسه الطبيعة البشرية فى نفس لحظة الاتحاد الأقنومى أى أن التجسد والاتحاد الأقنومى قد تلازما بلا فارق ولو كان لحظة واحدة أو طرفة عين أى أن ناسوت السيد المسيح قد تهيأ فى نفس لحظة الاتحاد، أى أنه وُجد متحداً أو وُجد فى الاتحاد.

 

ونود أن نوضح هنا أن الذى تجسد هو أقنوم الكلمة وليس أقنوم الروح القدس. ودور أقنوم الروح القدس أنه حل على العذراء وطهرها وقدسها وملأها نعمة وهيأ جسداً منها. أما أقنوم الكلمة فهو الذى اتحد بهذا الجسد فى نفس لحظة تكوينه (وليس خلقِه من العدم).

 

الفرق بين نسطور وكيرلس عمود الدين:

• نسطور اعتبر أن فى المسيح شخصان أو أن المسيح مسيحان أى شخصان.

• القديس كيرلس اعتبر أن المسيح شخص واحد بسيط (أى ليس شخص من شخصين).

ومعنى شخصين عند نسطور أن الله بكيانه المستقل والإنسان (إنسان ذا شخصية بشرية) بكيانه المستقل اتصلا ببعضهما.

 

• علّم القديس كيرلس أن طبيعة السيد المسيح البشرية قد اتحدت باللاهوت فى لحظة التجسد ولكن لم تذب فى اللاهوت.

 

+ شرح عقيدة القديس كيرلس والقديس ساويرس الأنطاكى فى التمايز الفكرى بين الطبيعة الإلهية والطبيعة الإنسانية فى تجسد الكلمة:

هو تمايز بالفكر فقط: (تى ثيئوريا مونى) باللغة اليونانية.

 

•يقول القديس كيرلس حينما ننظر لموضوع التجسد لابد أن ننظر بعين العقل عن قرب.

 

•عين العقل ترى طبيعتين وهاتان الطبيعتان تقتربان من بعضهما وكلا الطبيعتين تختلف الواحدة منها عن الأخرى.

 

النساطرة: المسيح شخصان.

أصحاب الطبيعتين: شخص واحد بطبيعتين.

 

اعتراف كنيستنا: طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة من طبيعتين.

 

التمايز بالفكر فقط . بالفكر الحاذق والتأمل.

 

• قبل التجسد لم يكن للمسيح جسد خاص.

• وبعد التجسد أصبح للمسيح جسد خاص.

• إذن التجسد حدث فى زمن = صفر.

• فى لحظة التجسد اتحد اللاهوت بالناسوت .

• أخذ ناسوتاً من العذراء واتحد اللاهوت بالناسوت .

• لا يوجد ناسوت مستقل للمسيح قبل لحظة الاتحاد.

• الناسوت وُجد فى الاتحاد فى حالته المخصصة لأقنوم الكلمة.

• لم يُخلق من العدم ولكنه كُوِّن من طبيعة العذراء إنسانياً.

• لم يأت الروح القدس بشئ خارجى من المادة أو الروح البشرية من عنده، ولكنه جعل الجنين يتكون بعمل معجزى.

• لم يكن هناك وجود لناسوت المسيح سابق على الاتحاد ولكن ناسوت المسيح الخاص أخذ من العذراء مريم بغير فارق زمنى مع اتحاده باللاهوت ولذلك نقول أنه وُجد مخصصاً للكلمة فى الاتحاد.

• عندما نقول أنه أخذ جسداً نقصد أنه أخذ طبيعة بشرية كاملة بروح عاقلة. بمعنى أننا عندما نقول أن الكلمة تجسد أو أن الكلمة صار جسداً نقصد أنه قد أخذ جسداً محيْياً بروح عاقلة. أى أنه صار بشراً أو صار إنساناً.

 

• نفس لحظة التجسد هى لحظة الاتحاد.

• المفروض أن نقول أن التجسد قد حدث فى الاتحاد لكى نؤكد أنه لا يوجد فارق زمنى بين وجود جسد المسيح المخصص للكلمة ولحظة الاتحاد به.

 

معنى التمايز بالفكر فقط:

 

• أى شئ لم يكن له وجود واقعى ولكن له وجود معين فى الفكر فقط.

• من طبيعتين.. نعم ولكن هل كل واحدة فى ناحية؟ لا.. هم متحدتين من أول لحظة. ولهذا لا يمكن أن نبعدهم عن بعضهما فى الواقع، ولكن فى الفكر فقط فى لحظة التجسد.

• طبيعة واحدة من طبيعتين ولها خواص الطبيعتين معاً.

• فى الفكر أو بالتأمل الحاذق فى كيفية تجسد الكلمة نراهما طبيعتين ولكن لا نفصلهما فى الواقع.

 

القديس كيرلس الكبير:

لقد علّم القديس كيرلس الكبير بأن الكلمة حينما تجسد فطبيعته المتجسدة هى طبيعة واحدة من طبيعتين.

وقال فى الفقرة (15) من رسالته رقم (40) إلى "أكاكيوس" أسقف ميليتين {عندما تفحص طريقة التجسد بدقة يرى العقل البشرى بلا شك الاثنتين (أى الطبيعتين) مجتمعتين معاً بطريقة تفوق الوصف وبلا اختلاط فى اتحاد. إلا إن العقل لا يقسمهما على الإطلاق بعد أن اتحدتا بل يؤمن ويعترف بقوة أن الواحد من الاثنتين هو إله وابن ومسيح ورب}.

ويقول أيضا فى الفقرة (14) من نفس الرسالة: {ولذلك نقول أن الطبيعتين اتحدتا، ومنهما نتج ابن ورب واحد يسوع المسيح، كما نقبل فى أفكارنا، لكن بعد الاتحاد، إذ قد زال الآن التفريق إلى اثنتين، نؤمن أن هناك طبيعة واحدة للابن كواحد، واحد تأنس وتجسد}.

وقد ركز القديس كيرلس مراراً عديدة على أن رؤية الطبيعتين فى وضع متمايز هو فى الفكر أو بعين العقل وليس بمعنى تفريق الطبيعتين على مستوى الواقع من بعد الاتحاد، بل أن الفكر يستطيع أن يرى لحظة التجسد التى حدثت فى الماضى مع أنه يتأمل حاضراً (أى يمارس التأمل مبتدئاً من الحاضر الذى يعيشه على مستوى الواقع) فليس معنى رؤية الطبيعتين فى الفكر فقط أن إحدى الطبيعتين هى شئ خيالى - لا سمح الله.

 

ولكن الذى يفيد فيه الخيال هو رؤية الطبيعتين فى لحظة التجسد وهما تقتربان من بعضهما البعض مع أنه لم يوجد فاصل زمنى ولا مكانى بينهما فى حيز الواقع. فالخيال يفيد هنا فى افتراض المسافة أو الزمن وليس فى افتراض طبيعة لم يكن لها وجود حقيقى. ولكن ينبغى أن نفهم أيضاً أن الطبيعة البشرية التى اتخذها ابن الله الكلمة، لم يكن لها وجود مستقل أو مخصص له قبل لحظة الاتحاد. بل اتحد أقنوم الله الكلمة بالجسد فى نفس اللحظة التى اتخذ هذا الجسد لنفسه من العذراء مريم، بفعل الروح القدس. وكما شرح القديس كيرلس فإنه فى هذا الاتحاد لم تتغير إحدى الطبيعتين إلى الأخرى، ولم يحدث ذوبان أو تغيير فى الجوهر بسبب الاتحاد. وهذا ما نعنيه بقولنا أن الاتحاد هو بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير. فكلا الطبيعتين قد استمرتا فى الوجود من بعد الاتحاد ولكن ليس فى حالة من الانفصال أو الافتراق بل فى اتحاد يفوق العقل والإدراك،كما أن الفرق بين خصائص الطبائع لم يتحطم بسبب الاتحاد. لكن هذا لا يعنى إطلاقا التفريق بين الطبيعتين أو فصلهما عن بعضهما البعض.

 

وقد نص القديس كيرلس صراحةً على أن رؤية الطبيعتين (كلٍ على حدة) هى ممكنة فى الفكر فقط وليس فى الواقع، لأن المسيح غير منقسم إلى طبيعتين من بعد الاتحاد. وذلك يتضح من الفقرة 7 من الرسالة 45 إلى الأسقف "سكسينسوس" Succensus: {لذلك، بفهمنا وبتأمل عيون النفس فقط فى الكيفية التى تأنّس بها الابن الوحيد، نقول أن هناك طبيعتين اتحدتا، لكن نقول أن المسيح الابن والرب هو واحد، هو كلمة الله الآب المتأنس والمتجسد}.

 

تبادل الألقاب:

لأن شخص السيد المسيح هو واحد فإنه هو نفسه حمل لقب ابن الله ولقب ابن الإنسان فى آنٍ واحد. وكثيراً ما كان يستخدم لقبه الإنسانى للتعبير عن أمور إلهية تخصه، كما يستخدم لقبه الإلهى للتعبير عن أمور إنسانية تخصه. وذلك لتأكيد أنه شخص واحد.

 

+ فمثلاً فى استخدام لقبه الإنسانى للتعبير عن أمور إلهية قال:

1- "ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء ابن الإنسان الذى هو فى السماء" (يو3: 13). ومن الواضح أن السيد المسيح يملأ السماء والأرض بلاهوته ولكنه استخدم لقب ابن الإنسان لأن ابن الله هو هو نفسه ابن الإنسان وليس آخر غيره.

2- "ابن الإنسان هو رب السبت أيضاً" (مت12: 8) ورب السبت هو الله طبعاً واستخدم لقب ابن الإنسان.

3- "متى جاء ابن الإنسان فى مجد أبيه وجميع الملائكة القديسين معه" (مت25: 31) فى حديثه عن المجيء الثانى لابن الله بمجد أبيه استخدم لقبه الانسانى.

 

وفى استخدام ألقابه الإلهية للتعبير عن أمور إنسانية قال:

1- "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16) وهنا نرى لقب الابن الوحيد وهو لقب المسيح الإلهى باعتباره الابن الوحيد المولود من الآب حاملاً لنفس جوهر الآب "الابن الوحيد الجنس". نرى هذا اللقب يستخدم للإشارة إلى صلب السيد المسيح وذبحه على الصليب بقو له "حتى بذل ابنه الوحيد" و قو له أيضاً لشرح ذلك "كما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى أن يُرفع ابن الإنسان" (يو3: 14) فابن الله الوحيد هو نفسه ابن الإنسان.

 

2- "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين فى السماء ولا الابن إلا الآب" (مر13: 32). ولقب الابن هنا مقصود به ابن الله واستخدم فيما يخصه من الناحية الإنسانية.

وقد ورد فى العهد الجديد آيات تؤكد نفس المبدأ مثل قول الكتاب "لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد" (1كو2: 8). فلقب رب المجد هو لقب إلهى للمسيح والحديث هنا عن صلبه أى عن أمور تخصه من الناحية الإنسانية. وبهذا نفهم كيف تُدعى العذراء "والدة الإله". فالولادة من العذراء تخصه من الناحية الإنسانية ولكن يستخدم لقبه الإلهى لأن المولود منها هو هو نفسه ابن الله المولود من الآب وليس آخر غيره. كما أن لقبه الإلهى هو لقبه الأصلى؛ أما لقبه الإنسانى فقد اكتسبه بالتجسد.

Tags:
Share:

Tags